الفصل الاول: طبيعة وأهمية التسويق
تمهيد.
ليس من قبيل المبالغة الادعاء بأن القول المأثور "العميل دائما على حق" ، إنما تمتد جذوره إلى نشأة التجارة ذاتها، و التسويق في الواقع هو فلسفة منظمات الأعمال استمدت تطورها عبر السنوات من هذا القول المأثور ، فلا يمكن حصر التسويق في ممارسة قسم أو إدارة معينة بل أنه اتجاه فكري و فلسفة مبدؤها سيادة العميل و لتضمن المنظمة بقاءها و استمرارها فإنه يتوجب عليها توجيه جهد خاص لخدمة عملائها بإشباع احتياجاتهم و تحقيق رغباتهم و الوصول إلى رضاهم ، فتسويق المنتجات المشبعة لحاجات العملاء هو القاعدة أو الأساس لتكون المنافع .
و على الرغم من هذه الأهمية المتنامية لنشاط التسويق إلا أن الاعتراف بها لم يتم إلا مؤخرا، بل إنه في حكم المجهول في بعض المؤسسات الوطنية.
فماذا يعني التسويق ؟ و كيف تطورت علاقة المنظمة بهذا الفكر ؟
المبحث الأول : مفهوم التسويق
تعددت التعاريف المختلفة للتسويق، و عكس كل منها زاوية أو رؤية معينة لهذا النشاط، لذا فإنه من الصعوبة بمكان الحكم على دقة تعريف عن آخر في وصف هذا الفكر الواسع المتطور على الدوام، و وصولا إلى فهم أعمق للتسويق نتعرض له من وجهة نظر الممارسين و من زواية رواد الفكر التسويقي
المطلب الأول : تعريف التسويق
الفرع الأول : اصطلاحا
Marketing : يرجع أصل هذا المصطلح إلى الانجليزية و هي تتألف من شقين .
Market : السوق؛
ING : التي تعني داخل أو ضمن، و هي كذلك مشتقة من الكلمة اللاتينية "MERCARI" التي تعني المتجر، والمصطلح "MERCATUS"( السوق). ومنه يكمن القول أن مصطلح التسويق يعني نشاطات المنظمة داخل السوق.
الفرع الثاني : من جهة نظر الممارسين
ينطلق الفكر التسويقي من السوق ، لذا سنحاول تتبع آثاره في هذا الميدان لفهمه أكثر ، ومن أبرز الشركات التي تركت آثارا تسويقية ناجحة في السوق شركة (P&G)، و هو اختصار لشركة PROTECTER AND GAMBLE التي تنشط في مجال السلع الاستهلاكية المعبأة ، و يقدم نجاح هذه الشركة مثالا واقعيا لما يعنيه التسويق .
فماذا يعني التسويق من وجهة نظر (P&G) ؟
< التسويق هو التعرف على احتياجات المستهلك فكلما كانت الاحتياجات معروفة، كلما زادت احتمالات نجاح المعروض التسويقي.
< التسويق هو تطوير منتجات جديدة : اعتمد نجاح الشركة إلى حد كبير على جهودها المستمرة في مجال تقديم المنتجات الجديدة و تطوير خطوط منتجاتها الحالية .
< التسويق هو صيانة المنتجات الحالية : من خلال جهود الترويج و حفز الوسطاء ، حتى تضمنها كمصدر للسيولة على سبيل المثال : أنفقت ما يزيد عن مليون دولار في عامين، للإعلان عن مسحوق القهوة " Flogers " بهدف تسويقه على المستوى الدولي بدل الإقليمي
< التسويق هو تحديد القطاعات المستهدفة و الوضعية التسويقية للمنتجات:قامت الشركة بتقسيم سوق معجون الأسنان"كرست" إلى ثلاث قطاعات وفقا للمنفعة المرجحة من قبل المستهلك كما يلي: . منع التآكل . الطعم . بياض الأسنان.
< التسويق هو تقييم البيئة: تمكنت الشركة من إحداث التوافق المرغوب مع الأنماط الاجتماعية و الثقافية المستحدثة مثال التركيز على الملائمة، تأكيد الذات،الاهتمام بالغذاء الصحي و كذلك ظاهرة الارتفاع الملحوظ لعمل المرأة أدى بها إلى تغيير التركيز في حملاتها الإعلانية من الفخر بالطهي إلى ادخار الوقت، وارتفاع المستهلك الفرد أو الأعزب عن مجتمع الأسرة أدى بها إلى اعتماد عبوات صغيرة في منتجاتها.
< التسويق هو المنافسة: لما قامت شركة P&G بتقديم مسحوق القهوة " Flogers " في الشرق كانت تتوقع رد فعل FG الشركة الرائدة في ذلك القطاع و التي كانت تقدم MAXWELL HOUSE فقامت بإرسال الملايين من الكوبونات إلى منازل المستهلك متضمنة إمكانية خصم 45 سنتا عند الشراء و زودت مؤسسات التجزئة بخصم 15% من السعر.
< التسويق هو النجاح أو الفشل : كما حققت الشركة النجاح في تقديم العديد من المنتجات ، ذاقت طعم الفشل لدى تقديمها لمنتجات أخرى : غسيل الفم Extend ، معجون الأسنان TELL ، و قد تمكنت من استيعاب الدروس مما مكنها من تدعيم استراتجياتها التسويقية لمنتجاتها الجديدة .
إن أعظم ما في التسويق هو أنه شيء يستغرق ساعة في تعلمه و يستغرق العمر بأسره في احترافه " (مدير تسويق شركة مايكروسوفت).
الفرع الثالث : التسويق من جهة الأكادميين
" ترى الجمعية للتسويق "AMA" أنه نشاط الأعمال الذي يوجه انسياب السلع و الخدمات من أماكن إنتاجها إلى حيث استهلاكها أو استخدامها أو استعمالها "
يعتبر هذا التعريف ضيقا باعتبار أنها حصرت التسويق في نشاطي التوزيع و البيع، فقد ينظر البعض إلى التسويق على أنه تعبير مرادف للبيع أو الإعلان إلا أن هذين النشاطين ليسا إلا مكونين من مجموعة الأنشطة التسويقية المنطوية تحت مظلة التسويق. هذا إلى جانب اهمالها للأنشطة التي تسبق عملية الإنتاج.
بينما عرفه المفكر GERARD بأنه " أسلوب فني ينطوي على وضعية فكرية و يمثل جانبا إنسانيا و آخر تجاري ".
فلم يحصر التسويق في جانبه التجاري بل تعداه إلى الجانب الإنساني على اعتبار التعامل مع الأشخاص (المستهلكين).
أما KOTLER فقد عرفه " هو دراسة و تخطيط و تنظيم و مراقبة النشاطات و استراتجيات و موارد المؤسسة التي لها تأثير مباشر على الزبون و هذا من أجل تلبية رغبات و حاجيات مجموع الزبائن لغرض تحقيق أرباح المؤسسة "
حاول كوتلر من خلال هذا التعريف بيان وظائف التسويق و ما يهدف إليه انطلاقا من الإستراتجية المسطرة من طرف المنظمة لتلبية رغبات المستهلكين و دراسة ميولهم لتحقيق الأرباح.
إن التسويق يجب النظر إليه بمعناه الواسع الحديث من حيث كونه أداة لإشباع حاجات و رغبات العملاء ، و تقييم مدى وجود فرصة مربحة للمنظمة و يستمر خلال فترة حياة المنتج بحثا عن عملاء جدد و الحفاظ على العملاء الحاليين بتهذيب المنتج.
و انطلاقا من الفهم السابق يمكن تعريف التسويق بأنه عملية اجتماعية و إدارية و التي بموجبها يتمكن الأفراد و الجماعات من إشباع حاجاتهم و رغباتهم عن طريق تبادل المنتجات و القيمة مع الآخرين.
يركز التعريف السابق على الجوانب التالية:
ü التسويق لا يمارس فقط من قبل المنظمات الهادفة للربح؛
ü لا يقتصر على السلع المادية فقط بل يميل إلى الخدمات و الأفكار؛
ü عملية إدارية لأنه يشمل التخطيط و التحليل و التنفيذ و الرقابة والتوجيه؛
ü عملية اجتماعية لأنها تهدف إلى إشباع حاجات و رغبات الأفراد ؛
للوصول إلى فهم أفضل لمضمون التسويق فإنه يمكن التعرف على بعض المفاهيم الأساسية التي تضمنها النشاط التسويقي.
الفرع الرابع: عناصر النشاط التسويقي
إذا كان الإجماع قائم على فهم التسويق كنشاط يهدف إلى التحكم في سلوك المستهلك، فإنه يمكن أن يفهم كذلك من خلال إدراك المفاهيم الأساسية التي يستخدمها رجال التسويق، وقد صنفها كوتلر إلى:
أولا الحاجة والرغبة
أ/ الحاجة: تترجم حالة الشعور بالنقص التي تتكون لدى الفرد تجاه المتطلباتالمعيشية و تجمع بين:
ü حاجات بيولوجية(فيزيولوجية): و تشمل الحاجة للطعام و الملبس، و السكن و النوم...
ü حاجات اجتماعية: الحاجة للانتماء، التفاخر ، التأثير و التقدير.
ü حاجات فردية(نفسية): التعبير عن الذات، إدراك الذات، المعرفة.
ب/ الرغبة: عندما تتجه الحاجة نحو أشياء خاصة يمكن أن تؤدي إلى تعويض ذلك الشعور بالنقص تتحول إلى رغبة، فهي إذا أداة إشباع الحاجة.
ثانيا الطلب: يختار الأفراد المنتجات التي تحقق لهم أقصى قيمة و إشباع مقابل أموال محدودة، وعندما تقترن الرغبة بالقدرة الشرائية تتحول إلى طلب على منتج ما.
ثالثا المنتج: تحاول المنظمات إرضاء المستهلك عن طريق عرض منتجات تتلاءم مع رغباته فالمنتج يمثل كل مخرجات المنظمة أي كل ما تعرضه و يكون عليه طلب، حسب كوتلر "كل عرض يكون قادر على إشباع حاجات و رغبات فئة معينة من المستهلك . هذا معناه أن المنتج قد يكون في صورة. سلعة، خدمة، فكرة .
رابعا: القيمة ،الرضا و الجودة:
كيف يمكن للمستهلك المفاضلة بين العروض البديلة؟
في ضوء إدراكاته للقيمة التي تحققها له السلع و الخدمات ، و يتوقف الرضا على مدى توافق الأداء الفعلي للمنتج مع توقعات المستهلك، و يرتبط الرضا بالجودة، و تبدأ الجودة باحتياجات الزبون و تنتهي برضا الزبون.
خامسا: التبادل ، المعاملات، العلاقات
أ/ التبادل: يظهر دور التسويق عندما يقرر الزبون العمل على إشباع حاجاته من خلال علاقة تبادل.
ويقصد به: العملية التي من خلالها يتم حصول الأفراد على المنتجات المؤدية إلى إشباع حاجاتهم مقابل حصول المنظمة على القيمة السعرية ويشترط في عملية التبادل:
ü وجود طرفين على الأقل؛
ü امتلاك كل طرف لشيء قيم بالنسبة للطرف الآخر؛
ü القدرة على الاتصال و إيصال الشيء محل التبادل؛
ü حرية القبول و الرفض.
ب/ المعاملات: تمثل وحدة القياس التسويقي منها ما هو مالي وما هو غير مالي.
ج/ العلاقات: تسويق الصفقات هو جزء من فكرة أوسع، هي تسويق العلاقات فالمسوقون يحتاجون إلى بناء علاقات طويلة الأجل. (عليك ببناء شبكة علاقات جيدة مع كافة الأطراف ذات العلاقة و سوف يتحقق الربح تلقائيا ).
سادسا: الأسواق:إن الحديث عن العرض و الطلب و المعاملات يقود بالضرورة إلى الأسواق فهو مجموع المستهلكين الحاليين و المحتملين الذين يشتركون في رغبة ما يمكن أن تشبع من خلال علاقة تبادل مع مؤسسات منتجة.
المطلب الثاني: اتجاهات الفكر التسويقي
يتجه منطق الحاجة أو الطلب نحو المستهلك على عكس منطق الإنتاج، في هذا الصدد تتالت عبر الزمن مفاهيم عدة لعلاقة المنظمة بالسوق و المتغيرات التي تحكمها أو ما يمكن ترجمته في الممارسات التسويقية للمنظمات في بيئة أعمالها . و التي يرجعها البعض إلى ما بعد أزمة كساد 1929 ، لكن من المحتمل أن تكون المنظمات قد مارست هذا النشاط قبل التاريخ المذكور دون إدراك منها لماهيته، يمكن الإشارة إلى ذلك في المحطات التالية:
الفرع الأول: مرحلة التوجه الإنتاجي:The Production Concept
حتى عام 1920 كانت منظمات الثورة الصناعية تنشط في ظل التوجه الفكري الإنتاجي، حيث كانت مشكلة الإنتاج هي المطروحة أمام الإدارة، قامت هذه الفلسفة الفكرية على الافتراض الاقتصادي المأثور"العرض يخلق الطلب الخاص به".
يفترض أن الزبون يفضل المنتج ذو الجودة و الأداء الرفيع و انه على استعداد للتضحية المتمثلة في زيادة السعر مقابل ذلك التميز و من أهم ملامحها:
ü التركيز على السلعة أكثر من التركيز على حاجات الأفراد و الأسواق على اعتبار أن الزبون يستجيب بطريقة إيجابية للسلع الجيدة عبر عن ذلك بشعار "المنتج الجيد يبيع نفسه"؛
ü كان هذا المفهوم سائدا لما كان العنصر الفني و الهندسي مسيطرا على الإدارة و لما كان الطلب يفوق العرض؛
ü الاعتقاد أن الزبون هو من يبحث عن السلعة ما يعني أنه يبحث عن سد الحاجة (المنتج فقط) وليس المنفعة العائدة من اقتنائه.
مثال: أنتجت شركة Ford للسيارات سيارتها المشهورة (T) بنوع واحد و بلون أسود مطلق، ولم تبذل جهودا ترويجية باعتبار أن سوق السيارات كان حكرا عليها و من هنا اهتمت الشركة بالإنتاج فقط قائلة" يمكن للمستهلك الحصول على أي لون يرغب فيه طالما أن هذا اللون هو الأسود".
هذا ما يمكن أن نطلق عليه النظرة التسويقية القاصرة M.MYOBIA و القصور يتمثل في فشل الإدارة في إدراك أن السوق قد لا يحتاج إلى مثل هده المستويات من الجودة فقد يكون شعارها " نحن نصنع أفضل الملابس الجاهزة للرجال " "نحن نقدم التكنولوجيا المتطورة في صناعة التلفيزيون "
لكن ما إدراك السوق لقيمة منتجاتهم؟
الفرع الثاني : التوجه البيعي the selling concept
ظهر بعد الوصول إلى ما اصطلح عليه بالمصنع الكبير أين أصبح الإنسان ينتج أكثر ما يريد، و بلوغ أزمة كساد 1929P فأصبح العرض يفوق الطلب، هنا ظهرت ضرورة تطوير تقنيات البيع بهدف إقناع الزبون و توجيهه للشراء أي أن هدف المنظمة الوحيد كان بيع ما أنتج دون الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المحتملة للأفراد .
" Chercher a vendre en négligeant les besoin d’acheteur potentiel "
هذا المفهوم أدى إلى سياسة بيع صارمة باعتماد الإعلان و الجهود البيعية لرجال البيع فتحولت المنظمة إلى فلسفة إنتاج ما يمكن بيعه بدل بيع ما يمكن إنتاجه
" fabriquer ce que vous pouvez vendre plutôt de vendre ce que vous pouvez fabriqué "
هنا ما يمكن بيعه ظاهريا ينطلق من المستهلك و السوق فظهرت فكرة الاهتمام بالمستهلك لكن من زاوية مساعدته وتوجيهه للشراء فقط و الهدف تعظيم الأرباح دائما دون فكرة الاحتفاظ بالزبائن (أحاسيس ما بعد الشراء )، من أهم ملامح هذه المرحلة
ü التركيز على ضرورة تصريف الفائض من السلع؛
ü التركيز على القوى البيعية لتصريف الفائض؛
ü القيام بالحملات الترويجية الخادعة للإقناع؛
ü تعظيم الأرباح من خلال تعظيم حجم المبيعات؛
ü الاهتمام بالإعلان بالدرجة الأولى.
مثال: أنفقت شركة P&G نسبة كبيرة من استثماراتها على الجهود البيعية بعد استحواذها على شركة غسول (TIDE) و كرستها كعلامة تجارية في أذهان ربات البيوت لدرجة أن أصبحت مرادفا لمعظم أسماء المنظفات الأخرى.
ما زال هذا المفهوم سائدا إلى يومنا هذا خاصة لدى المنظمات التي تملك طاقة فائضة أو غير مستغلة. يفيد بالنسبة للمنظمات التي لا تلقى طلبا كافيا على منتجاتها أو التي لا يفكر الأفراد في شراء منتجاتها في الظروف العادية:شركات التامين، دوائر المعارف، المنظمات التي لا تسعى للربح: الخيرية و الأحزاب السياسية..
الفرع الثالث: المفهوم التسويقي الحديث
ظهر هذا المفهوم بعد الثورة العالمية الثانية بعد الخمسينات ، و يعتمد على أن كل أنشطة المنظمة بما فيها أنشطة الإنتاج لا بد أن ترتكز على حاجات الزبائن و تتوجه بها، وأن تحقيق الربح في الأجل الطويل لا يتحقق إلا من خلال إشباع المنظمة لهذه الحاجات. و من هنا يمكن حصر ركائز المفهوم التسويقي في:
ü التوجه بحاجات الزبون قبل و بعد الإنتاج؛
ü تكامل جهود و أنشطة المنظمة لخدمة هذه الحاجات و الرغبات؛
ü الأرباح تتحقق في المدى الطويل.
كان من أوائل الشركات التي اعتنقت هذا الفلسفة الشركات التي تقوم بإنتاج سلع يكرر المستهلك القيام بعملية شرائها؛ Microsoft ,General Electrice ,P.G ))
الفرع الرابع: المفهوم الاجتماعي و الأخلاقي للتسويق
أولا المفهوم الاجتماعي للتسويق: طبقا لهذا المفهوم فإنه يضاف إلى العناصر السابقة عنصر المسؤولية الاجتماعية للمنظمة عند ممارساتها التسويقية ، يقوم على:
أ- احترام البيئة باعتبارها مصدر للعطاء؛
ب- احترام المجتمع باعتباره أساس البقاء؛
ج- احترام الفرد باعتباره مصدر رفاهية الأعمال.
ثانيـا المفهوم الأخلاقي للتسويق: و هو امتداد للتوجه الاجتماعي لكنه احدث و اشمل منه يركز على :
أ- المسؤولية الاجتماعية و الأخلاقية للتسويق؛
ب- سلوك القائمين على نشاط التسويق و أخلاقيات التجارة؛
ج- الحوكمة، المساءلة ومحاسبة ذوي المصلحة في الشركة
شكل رقم (01) : مراحل الفكر التسويقي
منطق الإنتاج (في عام 1929)
إنتــاج |
توزيع |
استهلاك |
منطق البيع (1929-1960)
إنتــاج |
استهلاك |
بيع |
المفهوم التسويقي الحديث
1-
منظمة |
إنتــاج |
حاجات استهلاك
|
تحليل الحاجة
2- المتاجرة
المبحث الثاني : مكانة التسويق في المنظمة
المطلب الأول: تطور المكانة
شكلت وظيفة التسويق محل اهتمام الباحثين نظرا لتزايد الإدراك لأهمية هذا النشاط داخل المنظمة كما تبينه الأشكال التالية:
شكل رقم (02): تطور مكانة التسويق في المنظمة
الإنتاج التمويل
التسويق الأفراد |
تساوي أهمية وظيفة التسويق مع الوظائف الأخرى |
الإنتاج التمويل
الأفراد التسويق |
التسويق أكثر أهمية مقارنة بالوظائف الأخرى |
الإنتاج التمويل الالتسالويق |
التسويق |
المستهلك |
الإنتاج التمويل
المستهلك
الأفراد التسويق |
المستهلك
|
ا
ال
التسويق هو الأداة الرئيسية للوصول إلى اشباع حاجات المستهلك |
المستهلك هو الغاية الرئيسية للمنطقة |
المطلب الثاني: وظائف التسويق.
إن الوظائف التسويقية عبارة عن مجموعة من الأنشطة المتخصصة أو خدمات اقتصادية معينة يتم أداؤها في أثناء عملية توزيع السلع و الخدمات و تحويلها من حيازة المنتج إلى حيازة المستهلك لذلك أصبح من الواضح ضرورة دراسة هذه الوظائف لتبيان طبيعة النشاط التسويقي.
ü وظيفة المبادلة : أ ) البيع – ب) الشراء؛
ü وظائف العرض المادي للسلع : أ) النقل – ب) التخزين ؛
ü خدمات و تسهيلات : أ) التمويل – ب) تحمل المخاطر – ج) أبحاث التسويق –د) التنميط.
الفرع الأول وظيـفــة المبادلــــة.
أولا البـــيــع:إنّ العمل الأساسي للتسويق هو جلب البائع و المشتري معا و هذا يمكن أن يتم بشكل مباشـر أو عن طريق ممثليهم ، و بغض النضر عن درجة الرغبة يمكن تقسيم وظيفة البيع إلى عـدد من الوظائـف يمكن تلخيصهـا فيمـا يـلي :
وظيـفة تصميـم و تخطيـط السلعـة، وظـيــفـة الاتــصــال ، وظيــفة خـلق الطـلــب ، وظيــفة التــفــاوض ، وظــيفـة التعــاقــد
ثانيا الـشــــراء : تتألف وظيـفة الشراء من الفـعاليات المتعلقة بجمع السلع تحت ملكية و رقابة واحدة و الهدف منـه هو جلب السلعة إلى المكان الذي يرغب المستهلك فيه ( الصناعي أو النهائي ) ويمكن تلخيص النشاطات التي تدخل في الشراء كما يلي :
وظـيفـة تـحديد الحـاجـات و المطـالب، وظيــفة الاتــصال، وظيــفة الجــمـع،وظيــفة التعاقـــد
الفرع الثاني وظائــف العــرض المادي للسلــع.
و تتم هذه الوظيفة من خلال وسطاء و منشآت متخصصة لكي تصل من المنتج إلى المستهلك ويمكن تلخيصها في وظيفتين رئيسيتين :
أولا وظـــيفة النـقــــل : و هي التي تعني بتحرك السلع من مصادر إنتاجها حتى إلى أماكن استهلاكها، و قد طرأ تطورا على الوسائل التي تقوم بهذه الوظيفة مما ساعد إلى توسيع حجم الأسواق و سمح بالإنـتاج الواسع و التخصص في الصناعة ، كمـا أدى إلى تنويع السلع المنتـجة والمعروضة و انخفاض النفقات ، و زيادة سرعة توزيعها حتى إلى الأسواق البعيدة .
ثانيا وظيـــفة التخـزيـــن : هي التي تهتـم بتخــزين السلعة عنـد إنتاجها لحيـن الطلب عليها ، و هو يحـقـق تــوازنـا بيـن العــرض و الطلـب فكلـمـا كانـت الفـتـرة بيـن الإنـتاج و التـخزيـن بعيدة كلمـا زادت أهميـة التـخزيـن .
الفرع الثالث: خدمات وتسهيلات.
وتضم: التمويل، تحمل المخاطر، أبحاث التسويق، التنميط والتكييف.
المطلب الثالث: أهمية التسويق
الفرع الأول: التنمية الاقتصادية
ü هناك اعتراف لدى الدول بأهمية التسويق بغض النظر عن درجة تقدمها، تحقيق النمو في الدول النامية يعتمد إلى حد كبير على مقدرة أجهزتها على إيجاد نظام فعال للتوزيع سواء لمواردها أو لمنتجاتها المصنعة (الاقتصاد : الرشاد الاستهلاكي)
حتى بالنسبة للدول المتقدمة كاليابان ، و.م.أ ، بريطانيا تنظر إليه كأداة ناجحة لزيادة فعالية الأداء الاقتصادي لمنتجاتها .
ü -هناك اتفاق على أن كفاءة النظام الإنتاجي وحده لا تكفي لإتاحة مستوى معيشي أفضل للشعوب بل إن وجود نظام تسويقي متقدم لا يقل و لا يقل أهميته عن أهمية النظام الإنتاجي المتقدم.
الفرع الثاني : أهمية التسويق للمجتمع
1- إتاحة الفرصة أمام أفراد المجتمع للعمل :
فمهما كان إنتاج المشروع كبير ومتنوع ومهما كانت الأساليب والوسائل المستخدمة حديثة فإن نجاح المشاريع ونموها يبقي رهينا بمدي قدرتها على تسويق ما تنتجه من السلع وإيصالها للمستهلك النهائي ، حيث أن الوفورات المتحققة نتيجة نجاح المشروع في التسويق تشكل موارد هاما يعتمد عليه في إحداث التقدم والتوسع مما يتيح له استيعاب أعداد كبيرة من الأفراد وتشغيلهم وبالتالي القليل من حدة البطالة .
2- يسهم التسويق من خلال الوظائف التي يمارسها في تزويد المستهلك بالكثير من المعلومات وتعتبر وسائل الإعلان المختلفة أدوات تثقيفية للمستهلكين فهي تعمل على حث المستهلك على الشراء السلع المفيدة كما أن الكثير من البرامج التسويقية واستراتيجيات الترويج تقتضي تعريف المستهلك بالسلعة وسعرها وطرق الحصول عليها ، وكيفيات تشغيلها واستخدامها والحاجات والمنافع التي تؤديها مما يسهم في جعل المستهلك رشيدا ومواطنا صالحا .
3- حماية المستهلك :
ساعدت عمليات توسع التسويق على إعداد قوانين وأنظمة كثيرة منها قوانين تحديد الأسعار على البضائع الواردة من الخارج والمنتجة محليا وقوانين تتعلق بالأجور وساعات العمل وقوانين ضد الاحتكار والاستغلال التجاري ، كما أن هناك قوانين تتعلق بصحة وسلامة بيع المواد الغذائية الطبيعية وقوانين تنظيم حركة النقل والمواصلات .
الفرع الثالث : بالنسبة للمنظمة
بقاء المشروع ونموه : إن كفاءة التحصيل التي تترتب على تظافر الأنشطة المختلفة التي يمارسها المشروع إنما تعتمد على بالدرجة الأولي على كفاءة النشاط التسويقي وقدرته على تمكين السلع المنتجة من أسواقها .
فكلما كانت قنوات التوزيع للسلع المنتجة ميسرة وسهلة كلما كانت وظائف المشروع وأنشطته المختلفة في حالة جيدة ، إذ أن بقاء المشاريع يعتمد بالدرجة الأولي على نجاح إدارة التسويق في نشاطها وأعمالها وإيصال السلعة أو المستعمل الصناعي وبالتالي تحقيق الأرباح للمنشأة .
إن نجاح المشاريع في إيصال السلع المنتجة إلي مختلف فئات المستهلكين ومناطقهم يمكن المشروع من دخول السوق ويتيح أمامه فرص التوسع والتطور مما يضمن التقدم والنمو الاقتصادي على المدى البعيد .
يسهم التسويق في توجيه السياسات الإنتاجية حيث أن عدد إدارة التسويق الناتجة تتولي تزويد الإدارة العليا للمشروع بنتائج دراستها وأبحاثها في التسوق كونها حلقة الوصل بين المشروع والمستهلكين مما يدعو إلي خلق التوافق بين المستهلك والسلعة وبالتالي ضمان طلبها من قبل المستهلكين المرتقبين .
من أدوات توجيه استراتجيات المنظمة في الأجلين لاعتبارين:
ü دور التسويق في تحقيق الإشباع لاحتياجات المستهلك و الذي يعتبر المبرر الاجتماعي و الاقتصادي لوجود المنظمة؛
ü التسويق هو النشاط الوحيد الذي يدر عوائد في أي تنظيم فلا شيء يتحقق ما لم يتم البيع. لسوء الحظ ما زلنا نعيش التوجه الإنتاجي يقوم المهندسون بتصميم الإنتاج و يضنع المحاسبون الأسعار ثم يطلب من مندوبي المبيعات تصريف المنتجات.
الفرع الرابع: أهمية التسويق لك.
ü يمثل السوق جزء كبيرا من حياتك اليومية و ما يؤكد ذلك إنفاقك على السلع و الخدمات يمثل الجزء الأكبر من ميزانيتك؛
ü يساعدك على تنمية معلوماتك و معارفك المتخصصة ومن ثم يمكن لك أن تكون مستهلكا واعيا تدرك:
ü من أين تشتري؛
ü متى تشتري؛
ü ما هي القيمة المناسبة.
إنك واحد من ثلاثة يمكنهم العمل في مجال التسويق و من ثم دراسة التسويق تزودك بالكثير من جوانب هذا العمل و الفرص الكامنة وراءه.