المحاضرة :08- المدرسة السياقية: .
.يمثل هذه المدرسة توجهان لسانيان نشآ بشكل مستقل من اللسانيات البنوية، انطلق أحدهما
.يمثل هذه المدرسة توجهان لسانيان نشآ بشكل مستقل من اللسانيات البنوية، انطلق أحدهما من جهود العالم الصوتي دانيال جونز،DANIEL JONES وانطلق الآخر من أعمال اللساني الإنجليزي جون روبرت فيرث FIRTH (ت 1960).
ـ أما الأول فقد قّدم فيه د. جونز، دراسةً للفنولوجيا بطريقةٍ متميزة عن طريقة الفنولوجيين البراغيين، حيث اعتمد على منهج الوصف المادي الذي يهتم في دراسته للفونيم بطبيعته الفيزيائية ولا يهتم بوظيفته .
ـ وأما الاتجاه الثاني، فتمثله نظريةٌ في اللغة متميزة تنسب إلى المستشرق والباحث الصوتي الانجليزي ج.ر.فرث. وفي الحقيقة لم يشهد الدرس اللساني الانجليزي تطورا نوعيا ومنهجيا إلا على يده؛ فهو الذي طوّر نظريةَ سياق الحال الّتي تُعنى بالجانب الدلالي للغة الطبيعية من حيث هي وسيلة للتواصل الاجتماعي.
يُعَدُّ فيرث Firth (ت 1960) من أشهر العلماء الذين اهتمُّوا بالمنهج السياقي في دراسة المعاني، ووضع تأكيدًا كبيرًا على الوظيفة الاجتماعية للغة، وقد صرَّح بأن المعنى لا ينكشف إلَّا من خلال تسييق الوحدة اللُّغوية؛ أي: وضعها في سياقات مختلفة.
يعرف ستيفن أولمان السياق بقوله: ......"وكلمة السياق CONTEXT قد استعملت حديثا في عدة معان مختلفة. والمعنى الوحيد الذي يهم مشكلتنا في الحقيقة هو معناها التقليدي أي :" النظم اللفظي للكلمة وموقعها من ذلك النظم " بأوسع معاني هذه العبارة.
......إنّ السياق على هذا التفسير ينبغي أن يشمل – لا الكلمات والجمل الحقيقية السابقة واللاحقة فحسب- بل والقطعة كلها والكتاب كله، كما ينبغي أن يشمل – بوجه من الوجوه- كل ما يتصل بالكلمة من ظروف وملابسات.
......والعناصر غير اللغوية المتعلقة بالمقام الذي تُنطق فيه الكلمة لها هي الأخرى أهميتها البالغة في هذا الشأن"
.من خلال التعريف نستشف أن السياق المقصود هنا، ذو جانبان مختلفان ومتكاملان في تركيب النظرية السياقية :
الأول : لا يخرج عن كونه تركيبًا أو نظمًا لغويًا.
والثاني : خارج عن التركيب اللغوي متجاوز لحدوده، ولكن يبقى رغم كونه ينتظم عناصر غير لغوية لا يقل أهمية عن النظم اللفظي في تحديده معاني الحدث اللغوي وهذا النظم هو ما سمي بالسياق المقامي.
وقد اقترح K.Ammer تقسيمًا للسياق ذو أربع شُعَب يشمل:
- السياق اللغوي: حيث قد تتَّضح دلالة الكلمة داخل النص الواردة فيه، ويمكن التمثيل له بكلمة (يد) التي ترد في سياقات متنوِّعة؛ منها: (أعطيته مالًا عن ظهر يد؛ يعني: تفضُّلًا)، (يد الفأس ونحوه: مَقبِضُها) (يد الدهر: مدَّ زمانِه) ... إلخ.
- السياق العاطفي:وهو يُحدِّد درجة القوَّة والضَّعْف في الانفعال؛ مما يقتضي تأكيدًا أو مبالغة أو اعتدالًا، فكلمة (يكره) العربية غير كلمة (يبغض) رغم اشتراكهما في أصل المعنى كذلك.
- سياق الموقف:ويعني الموقف الخارجي الذي يمكن أن تقع فيه الكلمة، مثل استعمال كلمة (يرحم) في مقام تشميت العاطس (يرحمك الله) البدء بالفعل، وفي مقام الترحم بعد الموت (الله يرحمه) البدء بالاسم.
- السياق الثقافي:ويقتضي تحديد المحيط الثقافي أو الاجتماعي الذي يمكن أن تستخدم فيه الكلمة؛ مثل كلمة (جذر) التي لها معنى عند المزارع، ومعنى ثانٍ عند اللُّغوي، ومعنى ثالث عند عالم الرياضيات . وفي الحقيقة فإن لهذه النظرية أُسُسًا عند علماء العربية "تتلخَّص في: • يعدُّ اللُّغويُّون العرب (الجملة) هي وحدة التحليل الدلالي.
• مراعاة السياق اللُّغوي.
• مراعاة الموقف أو السياق الخارجي.
• مراعاة قيود التوارُد.
• مراعاة جميع الوظائف التي تنهض بها الوحدات اللُّغوية
جهود العالم الصوتي دانيال جونز،DANIEL JONES وانطلق الآخر من أعمال اللساني الإنجليزي جون روبرت فيرث FIRTH (ت 1960).
ـ أما الأول فقد قّدم فيه د. جونز، دراسةً للفنولوجيا بطريقةٍ متميزة عن طريقة الفنولوجيين البراغيين، حيث اعتمد على منهج الوصف المادي الذي يهتم في دراسته للفونيم بطبيعته الفيزيائية ولا يهتم بوظيفته .
ـ وأما الاتجاه الثاني، فتمثله نظريةٌ في اللغة متميزة تنسب إلى المستشرق والباحث الصوتي الانجليزي ج.ر.فرث. وفي الحقيقة لم يشهد الدرس اللساني الانجليزي تطورا نوعيا ومنهجيا إلا على يده؛ فهو الذي طوّر نظريةَ سياق الحال الّتي تُعنى بالجانب الدلالي للغة الطبيعية من حيث هي وسيلة للتواصل الاجتماعي.
يُعَدُّ فيرث Firth (ت 1960) من أشهر العلماء الذين اهتمُّوا بالمنهج السياقي في دراسة المعاني، ووضع تأكيدًا كبيرًا على الوظيفة الاجتماعية للغة، وقد صرَّح بأن المعنى لا ينكشف إلَّا من خلال تسييق الوحدة اللُّغوية؛ أي: وضعها في سياقات مختلفة.
يعرف ستيفن أولمان السياق بقوله: ......"وكلمة السياق CONTEXT قد استعملت حديثا في عدة معان مختلفة. والمعنى الوحيد الذي يهم مشكلتنا في الحقيقة هو معناها التقليدي أي :" النظم اللفظي للكلمة وموقعها من ذلك النظم " بأوسع معاني هذه العبارة.
......إنّ السياق على هذا التفسير ينبغي أن يشمل – لا الكلمات والجمل الحقيقية السابقة واللاحقة فحسب- بل والقطعة كلها والكتاب كله، كما ينبغي أن يشمل – بوجه من الوجوه- كل ما يتصل بالكلمة من ظروف وملابسات.
......والعناصر غير اللغوية المتعلقة بالمقام الذي تُنطق فيه الكلمة لها هي الأخرى أهميتها البالغة في هذا الشأن"
.من خلال التعريف نستشف أن السياق المقصود هنا، ذو جانبان مختلفان ومتكاملان في تركيب النظرية السياقية :
الأول : لا يخرج عن كونه تركيبًا أو نظمًا لغويًا.
والثاني : خارج عن التركيب اللغوي متجاوز لحدوده، ولكن يبقى رغم كونه ينتظم عناصر غير لغوية لا يقل أهمية عن النظم اللفظي في تحديده معاني الحدث اللغوي وهذا النظم هو ما سمي بالسياق المقامي.
وقد اقترح K.Ammer تقسيمًا للسياق ذو أربع شُعَب يشمل:
- السياق اللغوي: حيث قد تتَّضح دلالة الكلمة داخل النص الواردة فيه، ويمكن التمثيل له بكلمة (يد) التي ترد في سياقات متنوِّعة؛ منها: (أعطيته مالًا عن ظهر يد؛ يعني: تفضُّلًا)، (يد الفأس ونحوه: مَقبِضُها) (يد الدهر: مدَّ زمانِه) ... إلخ.
- السياق العاطفي:وهو يُحدِّد درجة القوَّة والضَّعْف في الانفعال؛ مما يقتضي تأكيدًا أو مبالغة أو اعتدالًا، فكلمة (يكره) العربية غير كلمة (يبغض) رغم اشتراكهما في أصل المعنى كذلك.
- سياق الموقف:ويعني الموقف الخارجي الذي يمكن أن تقع فيه الكلمة، مثل استعمال كلمة (يرحم) في مقام تشميت العاطس (يرحمك الله) البدء بالفعل، وفي مقام الترحم بعد الموت (الله يرحمه) البدء بالاسم.
- السياق الثقافي:ويقتضي تحديد المحيط الثقافي أو الاجتماعي الذي يمكن أن تستخدم فيه الكلمة؛ مثل كلمة (جذر) التي لها معنى عند المزارع، ومعنى ثانٍ عند اللُّغوي، ومعنى ثالث عند عالم الرياضيات . وفي الحقيقة فإن لهذه النظرية أُسُسًا عند علماء العربية "تتلخَّص في: • يعدُّ اللُّغويُّون العرب (الجملة) هي وحدة التحليل الدلالي.
• مراعاة السياق اللُّغوي.
• مراعاة الموقف أو السياق الخارجي.
• مراعاة قيود التوارُد.
• مراعاة جميع الوظائف التي تنهض بها الوحدات اللُّغوية
لسانيات البنوية، انطلق أحدهما من جهود العالم الصوتي دانيال جونز،DANIEL JONES وانطلق الآخر من أعمال اللساني الإنجليزي جون روبرت فيرث FIRTH (ت 1960).
ـ أما الأول فقد قّدم فيه د. جونز، دراسةً للفنولوجيا بطريقةٍ متميزة عن طريقة الفنولوجيين البراغيين، حيث اعتمد على منهج الوصف المادي الذي يهتم في دراسته للفونيم بطبيعته الفيزيائية ولا يهتم بوظيفته .
ـ وأما الاتجاه الثاني، فتمثله نظريةٌ في اللغة متميزة تنسب إلى المستشرق والباحث الصوتي الانجليزي ج.ر.فرث. وفي الحقيقة لم يشهد الدرس اللساني الانجليزي تطورا نوعيا ومنهجيا إلا على يده؛ فهو الذي طوّر نظريةَ سياق الحال الّتي تُعنى بالجانب الدلالي للغة الطبيعية من حيث هي وسيلة للتواصل الاجتماعي.
يُعَدُّ فيرث Firth (ت 1960) من أشهر العلماء الذين اهتمُّوا بالمنهج السياقي في دراسة المعاني، ووضع تأكيدًا كبيرًا على الوظيفة الاجتماعية للغة، وقد صرَّح بأن المعنى لا ينكشف إلَّا من خلال تسييق الوحدة اللُّغوية؛ أي: وضعها في سياقات مختلفة.
يعرف ستيفن أولمان السياق بقوله: ......"وكلمة السياق CONTEXT قد استعملت حديثا في عدة معان مختلفة. والمعنى الوحيد الذي يهم مشكلتنا في الحقيقة هو معناها التقليدي أي :" النظم اللفظي للكلمة وموقعها من ذلك النظم " بأوسع معاني هذه العبارة.
......إنّ السياق على هذا التفسير ينبغي أن يشمل – لا الكلمات والجمل الحقيقية السابقة واللاحقة فحسب- بل والقطعة كلها والكتاب كله، كما ينبغي أن يشمل – بوجه من الوجوه- كل ما يتصل بالكلمة من ظروف وملابسات.
......والعناصر غير اللغوية المتعلقة بالمقام الذي تُنطق فيه الكلمة لها هي الأخرى أهميتها البالغة في هذا الشأن"
.من خلال التعريف نستشف أن السياق المقصود هنا، ذو جانبان مختلفان ومتكاملان في تركيب النظرية السياقية :
الأول : لا يخرج عن كونه تركيبًا أو نظمًا لغويًا.
والثاني : خارج عن التركيب اللغوي متجاوز لحدوده، ولكن يبقى رغم كونه ينتظم عناصر غير لغوية لا يقل أهمية عن النظم اللفظي في تحديده معاني الحدث اللغوي وهذا النظم هو ما سمي بالسياق المقامي.
وقد اقترح K.Ammer تقسيمًا للسياق ذو أربع شُعَب يشمل:
- السياق اللغوي: حيث قد تتَّضح دلالة الكلمة داخل النص الواردة فيه، ويمكن التمثيل له بكلمة (يد) التي ترد في سياقات متنوِّعة؛ منها: (أعطيته مالًا عن ظهر يد؛ يعني: تفضُّلًا)، (يد الفأس ونحوه: مَقبِضُها) (يد الدهر: مدَّ زمانِه) ... إلخ.
- السياق العاطفي:وهو يُحدِّد درجة القوَّة والضَّعْف في الانفعال؛ مما يقتضي تأكيدًا أو مبالغة أو اعتدالًا، فكلمة (يكره) العربية غير كلمة (يبغض) رغم اشتراكهما في أصل المعنى كذلك.
- سياق الموقف:ويعني الموقف الخارجي الذي يمكن أن تقع فيه الكلمة، مثل استعمال كلمة (يرحم) في مقام تشميت العاطس (يرحمك الله) البدء بالفعل، وفي مقام الترحم بعد الموت (الله يرحمه) البدء بالاسم.
- السياق الثقافي:ويقتضي تحديد المحيط الثقافي أو الاجتماعي الذي يمكن أن تستخدم فيه الكلمة؛ مثل كلمة (جذر) التي لها معنى عند المزارع، ومعنى ثانٍ عند اللُّغوي، ومعنى ثالث عند عالم الرياضيات . وفي الحقيقة فإن لهذه النظرية أُسُسًا عند علماء العربية "تتلخَّص في: • يعدُّ اللُّغويُّون العرب (الجملة) هي وحدة التحليل الدلالي.
• مراعاة السياق اللُّغوي.
• مراعاة الموقف أو السياق الخارجي.
• مراعاة قيود التوارُد.
• مراعاة جميع الوظائف التي تنهض بها الوحدات اللُّغوية