الوظائف التداولية في نظرية النحوالوظيفي
(نحو وظيفي السنة 3)

المحاضرة12 : الوظائف  التداولية في نظرية النحوالوظيفي

وظائف تداولية:

    تنحصر الوظائف التداولية في النحو الوظيفي في خمس وظائف منها الخارجية (المبتدأ، والذيل، والمنادى)، وسميت بذلك لأنها تُسند إلى مكونات تتموقع خارج الجملة([1])، والداخلية (البؤرة، والمحور)، وهي علاقات تقوم بين مكونات الجملة على أساس المقام الذي تنجز فيه الجملة، بمعنى آخر فهي على أساس البنية الإخبارية المرتبطة بالمقام، وبالتالي فهي تُحدد وضع المكوّنات داخل البنية الإخبارية، فهي التي تقوم بتحديد العلاقات بين مكونات الجملة على حسب التواصل بين المتكلم والمخاطب، أو الوضع التخابري بينهما([2]).

الوظائف الداخلية:

البؤرة: وهي المكوّن الحامل للمعلومة الأكثر أهمية أو الأكثر بروزا في الجملة([3])، أو التي يجهلها المخاطب أو يشك في صحتها أو ينكرها، وعلى هذا فهي نوعان؛ من حيث الطبيعة؛ بؤرة الجديد، وبؤرة المقابلة، ومن حيث المجال؛ بؤرة المكوّن، وبؤرة الجملة([4]).

المحور: وهو المكوّن الدال على المكوّن الذي يكون محط الحديث عنه في الجملة.([5])

الوظائف الخارجية:

المبتدأ: هو ما يحدد مجال الخطاب الذي يعتبر الحمل بالنسبة إليه واردا([6])، مثل: (زيدٌ، قام أبوه)، الجملة تتكون من ركنين؛ حمل: (قام أبوه)، ومبتدأ: (زيد)، وهو الذي يحدد المجال الذي يعتبر إسناد مجموع الحمل إليه واردا؛ بمعنى أن يكون المبتدأ صالحا للإحالة على ما بعده، ويكون المخاطب قادرا على التعرف على ما يحيل إليه المبتدأ، فالإحالة على المجهول لا يفيد؛ فهو لحن تداولي([7]).

الذيل: هو الذي يوضّح معلومة داخل الحمل أو يعدّلها أو يصححها؛ فالذيل على هذا ثلاثة: ذيل توضيح، وذيل تعديل، وذيل تصحيح، ويكون ذلك وفقا طبقا لإنتاج الخطاب بحسب مقاماته، مثل:

أخوه مسافر، زيد.

نجح، الطالبان.

ساءني زيد، سلوكه.

قرأت الكتاب، نصفَه.

قابلت اليوم زيدا، بل عمرا.

    يتضح من خلال الأمثلة السابقة أن المتكلم يعطي المخاطب كلاما ثم يدرك أنه ليس هو المقصود فيوضحه أو يعدله أو يصححه، ولهذا نرى في كل مثال فاصلة بين الذيل وما قبله.

المنادى: تسند وظيفة المنادى إلى المكوّن الدال على الكائن المنادى في مقام معين([8])؛ فهذه الوظيفة تسند إلى المكوّن الدال على الكائن المدعو([9])، مثل:

يا زيد، جاء الضيوف.

    يجب أن نميز بين النداء كفعل لغوي، والمنادى كعلاقة ووظيفة التي يرتبط إسنادها بالمقام، فهما يتلازمان حيث ما وجد النداء (الفعل الكلامي) يوجد المنادى (الوظيفة).



[1]  ــ المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي الأصول والامتداد، ص: 95.

[2]  ــ نحو اللغة العربية الوظيفي، ص: 109.

[3]  ــ الوظائف التداولية في اللغة العربية، أحمد المتوكل، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الدار البيضاء، المملكة المغربية، ط: 01، 1405هـ ــ 1985م، ص: 28.

[4]  ــ الوظائف التداولية...، ص: 28.

[5]  ــ الوظائف التداولية...، ص: 69.

[6]  ــ الوظائف التداولية...، ص: 115.

[7]  ــ ينظر: الوظائف التداولية...، ص: 119 ــ 120.

[8]  ــ الوظائف التداولة...، ص: 160.

[9]  ــ الوظائف التداولية...، ص: 162.