المحاضرة رقم 01.
- مفهوم التخطيط الحضري
- عرفت الحضارات السابقة التخطيط إلا أنه لم يبرز كالعلم للوجود إلا قبل فترة ليست بالطويلة، فقد عرف الإنسان التخطيط منذ القدم.
فالتخطيط الحضري لم ير النور بمفهومه الحالي إلا في أواخر القرن التاسع عشر. مع ظهور الثورة الصناعية، والتي عرفت نموا حضريا هائلا حيث بلغ تعداد السكان في بعض المدن الملايين وأمام هذا الإنفجار السكاني الهائل فكر أهل الإختصاص في وضع خطط لحل إشكالية التضخم الحضري.
والتخطيط الحضري من المفاهيم الجديدة المستحدثة في العلوم المعاصرة بحيث تتقاسمه العديد من العلوم كالإقتصاد التهيئة العمرانية علم الإجتماع الحضري، الجغرافيا وجل العلوم التي لها علاقة بهذا المفهوم.
- وتعتبر فرنسا من الدول التي ظهر فيها التخطيط الحضري بصفة علمية. في أواخر القرن التاسع عشرة وذلك من خلال مجموعة من التشريعات، والتي كانت تسعى إلى تنظيم المجال الحضري ومنه فالتخطيط الحضري الحديث ولد في فرنسا من خلال القوانين التي صدرت في 19/03/1919/29/07/1920. وعرفت هذه القوانين بمخططات كورندييه COURUNDER
تعريف التخطيط الحضري:
هو عبارة عن جملة أو مجموعة من الإستراتيجيات التي يتخذها القائمون على إدارة المراكز الحضرية، لتحقيق جملة من الأهداف الراعية لتحسين الحياة الحضرية.
العريف الحديث للتخطيط الحضري: هو عملية مستمرة من الإجراءات لسيطرة على النظام الحضري.
ويعرفه عادل عبد الغاني: التخطيط الحضري الحديث كعملية مستمرة تهدف عن طريق البحث لإبتكار طرق ملائمة لسيطرة عن النظام الحضري ، وأنه عن طريق مراقبة التأثيرات يمكن الإطلاع إلى أي مدى كانت السيطرة فعالة وإلى أي مدى ستحتاج فيه إلى تحولات لاحقة.
التخطيط العمراني: هو المنهج الذي يتم بمقتضاه تهيئة تراب البلاد من أجل توزيع البشر ومواردهم توزيعا محكما، بمعنى أن التخطيط العمراني يؤثر بشكل فعال في التوزيع والترتيب المكاني الفزيائي) للأهداف والوظائف والبرامج، وأصبح هذا النوع من الأساليب التقليدية في التخطيط، أي ممارسة إجراءات الضبط في إستخدام الأرض في المدينة والريف، بهدف تحقيق مجلات الإسكان والصحة والخدمات العامة الترفيهية.
إن التخطيط العمراني إذن عبارة عن أداة مهمة تستخدمها مؤسسات المراكز الحضرية في عملية التحكم في النمو العمراني من خلال توجيه إستعمالات الأرض الحضرية، وتوزيع مختلف الأنشطة على المجال الحضري، وإن كان التخطيط العمراني عرف تغيرا في إستخدامه ، من التخطيط العمراني الذي يعني بالإطار المادي الفيزيقي للمدن والمراكز الحضرية، إلى الإهتمام بالأبعاد الإجتماعية والثقافية للمستوطنات الحضرية وأصبح أكثر من ذلك يسعى إلى خدمة الإنسان في المدينة من خلال توفير مستلزمات الحياة الاج، وكل المؤسسات التي توفر الخدمات الحضرية المتعددة
- كذلك يشير مفهوم التخطيط العمراني، عندما يشير إلى التهيئة العمرانية التي من المفترض أن تكون إحدى وسائله وأدواته التخطيطية والتنظيمية للمجال الحضري، بيد أننا نجد بعض التعاريف التي تطابق بين المفهومين، فالتهيئة العمرانية هي نوع من أساليب وتقنيات التدخل المباشر سواء بواسطة الأفكار أو القرارات أو بواسطة وسائل الدراسات ووسائل التنفيذ والإنجاز لتنظيم وتحسين ظروف المعيشة في المستوطنات البشرية سواء أكان ذلك على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الوطني.
- وفي هذا الإطار يوضح البشير التيجاني مفهوم التهيئة العمرانية الذي يتطابق مع مفهوم التخطيط العمراني بقوله "وتعتبر التهيئة العمرانية كأسلوب جديد لتطوير وتنمية الشبكة العمرانية بصفة عامة والإستيطان البشري بصفة خاصة، كتكملة للمخططات العامة للمدن التي تكتفي برسم حدود المدن ومحاورات توسعها وإستخدام المجال فيها خلال فترة زمنية معينة بالإضافة إلى الطابق الإداري للمخططات العمرانية الذي ينتهي بالحدود الإدارية للمخطط. دون النظرة الشاملة في مجال التهيئة العمرانية للمجال الذي يقع فيه النسيج العمراني ويتفاعل معه.
4- مستويات التخطيط أو بأنواعه.
إن التخطيط كعملية تهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف سواء كانت إجتماعية أو إقتصادية أو سياسية أو تربوية وتضع الأدبيات المختلفة التي تناولت التخطيط معايير علمية للتفرقة بين مستويات التخطيط سواء من الناحية الزمنية للخطة التي يعتمدها المخططون، من ناحية المستوى الجغرافي الذي يغطيه التخطيط، محليا كان أو إقليميا، كما وضع المخططون جملة من المتطلبات أو القواعد التي يقوم عليها التخطيط تناولها في مايلي:
1- على المستوى الزمني: تقسم في الغالب إلى ثلاثة مستويات.
1- تخطيط قصير المدى: يشير المختصون في مجال التخطيط أن هذا النوع يرتبط بمدة زمنية قصيرة لا تتعدى ثلاثة سنوات، ويمكن أن تكون سنة واحدة: وهو نوع من التخطيط الذي يحتاج إلى إمكانات مادية وبشرية بسيطة ويكون موجها في الغالب إلى تنفيذ برامج أو مشاريع حكومية يتم الإعلان عنها على مستويات محلية
2- تخطيط متوسط المدى: يتعلق هذا النوع من التخطيط في الغالب بمدة زمنية تتراوح بين ثلاثة وسبع سنوات، وتستخدم أغلب الدول الخطة الخماسية أي أن تكون المدة في خمس سنوات، ويكون هذا النوع في حاجة إلى إمكانيات معتبرة في عملية إعداده أو في عملية تنفيذه. تتراوح الخطة المتوسطة الأجل بين ثلاثة سنوات وسبع سنوات، تأخذ بعض الدول بالخطط الرباعية أو الخماسية أو الستية...) إلا أن البعد الزمني للخطة يجب ألا يكون طويلا بحيث يصعب معه إجراء التنبؤ أو التقديرات الخاصة بمختلف القطاعات
- ويحقق التخطيط المتوسط المدى العديد من الأهداف على المستوى الإقليمي أو المحلي، بحيث تكون هذه الخطط المتوسيطية إنعكاسا مباشرا للخطة طويلة المدى أو الخطط على المستوى الوطني، تحمل هذه الأخيرة طابعا تنفيذيا عمليا، فهي أداة تنفيذية لتحقيق أهداف الخطة البعيدة المدى، حيث تقوم بترجمة الخطوط العريضة والإتجاهات العامة المحددة في الخطة طويلة المدى إلى خطط وبرامج تنفيذية ملموسة للمشاريع المعتمدة في المدى المتوسط، ومن هنا ترتبط الخطة متوسطة الأجل بالخطة طويلة المدى عن طريق الإطار والأهداف بعيدة المدى يعني أن تمضي فيها الخطة المتوسطة الأجل.
التخطيط طويل المدى.
تستغرق الخطط طويلة المدى عشر سنوات أو أكثر وغالبا ماتتراوح بين 10و20 سنة وغالبا متكون بطبيعة التنبؤ العام بالإتجاهات الرئيسية لتطوير الإقتصاد في المدى البعيد وفي هذه الخطط تقل درجة التفصيل، وهي تستخدم كمرشد ودليل عمل للمخطط عند إعداد الخطة المتوسطة المدى ومثل هذه الخطط، قد تغطي الإقتصاد القومي أو مجموعة، أو تقتصر على قطاعات أو أقاليم محددة فقط.
أما خاصية أهداف الخطط طويلة المدى فهي كون أهدافها ذات طابع عمومي، بحيث يذكر الهدف مع طبيعة الموارد المالية التي تسهم في تنفيذ دون البحث في التفاصيل، فمثلا تعلن الحكومة على إنجاز عشرة آلاف وحدة سكنية، كهدف سيتم تحقيقه في المستقبل ثم يأتي التخطيط المحلي ليوضح أين يتم إنجاز هذا المشروع بشكل مباشر.
وتتميز الخطة طويلة المدى بأن أهدافها لها صفة العمومية فهي لا تشتمل على درجة التفصيل التي تتميز بها الخطط السابقة الذكر، فمن الصعب علميا وضع أهداف مفصلة لفترة زمنية تمتد إلى عشرة سنوات أو أكثر فالغرض من التخطيط طويل المدى ليس تقديم بيانات تفصيلية للأوضاع المستهدفة في المستقبل، وإنما تقديم الإطار الذي يمكن في ضوئه وضع خطط متوسطة وقصيرة المدى.
المحاضرة الثانية
- التخطيط من حيث المستوى الجغرافي
- يصنف التخطيط إلى عدة مستويات بحسب الرقعة الجغرافية التي يغطيها فيمكن أن يغطي التخطيط بعد محليا او إقليميا أو وطنيا ويمكن أن يكون التخطيط عالميا، كبعض الخطط التي تصنفها الأمم التحدة أو المنضمات العالمية لتطوير قطاعات صحية أو إقتصادية كمكافحة ظاهرة الفقر أو إنتشار أوبئة خطيرة.
التخطيط على المستوى المحلي:
يستهدف هنا التخطيط المجتمعات المحلية، كمجتمع حضري لمدينة ما أو مجتمع ريفي، ويمثل أدنى مستوى جغرافي يغطيه التخطيط كعملية إقتصادية أو تنموية تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف المتعلقة بحاجات المجتمع المحلي، يتم هذا النوع من التخطيط على مستوى المجتمعات المحلية بغرض النهوض بها ويرتبط هذا النوع من المخططات بتنظيمات القائمة في المجتمع المحلي كمجلس القرية، المدينة والمحافظة(الولاية) ومن أهم الإعتبارات التي تأخذ في الحسبان بالنسبة لتخطيط المحلي مراعاته لإحتياجات البيئة المحلية وإعتماده على الموارد المتاحة بالنسبة لهذه البيئة وفي نفس الوقت تستمد هذه الخطط المحلية إتجاهاتها وأفكارها من الخطة العامة للدولة
تم العمل بهذا النوع من التخطيط في الجزائر في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وعرف بالتخطيط البلدي والولائي، حيث كان يتم فيه تحديد الموارد الازمة لتنمية المناطق الريفية والحضرية وكذلك التنمية العمرانية للبلديات والدوائر في تلك المرحلة، أما في زمننا الراهن فأصبحت كل بلدية تحدد مخططاتها الخاصة بها في عملية التنمية، ومن الطبيعي أن يكون هذا المخطط متماشيا مع مستلزمات المواطنين و مع الإتجاهات الكبرى للسياسات الحكومية
وتتمثل الأثار الإيجابية لهذا النوع من التخطيط في:
- يضع التخطيط على المستوى المحلي الثقافات الفرعية للمجتماعات المحلية وقد يكون من العسيري تحقيق ذلك في الخطة الوطنية
- إمكانية الإستغلال الأمثل للموارد المادية و الفنية القائمة بالمجتمع المحلي
- يساعد التخطيط على المستوى المحلي على تنمية الشعور بالمسؤولية الإجتماعية وإمكانية الإستفادة من الطاقات البشرية بصورة فعالة.
- يعنى التخطيط على المستوى المحلي بالتفاصيل الدقيقة لحاجات المجتمع وهذا أمر لايتيسر في المستوى الوطني، حيث تتضمن الخطة الوطنية الحاجات الأساسية والمطالب العامة دون التفاصيل
- يساعد التخطيط على المستوى المحلي في تخفيض النفاقات إلى أقصى حد نظرا لإمكان تقديريها بمعرفة أبناء المجتمع المحلي تقديرا دقيقا وتعاونهم بصورة طوعية في الكثير من خطوات التنفيذ.
يعتبر التخطيط المحلي من أهم أساليب التدريب المجتماعات الصغيرة على الحكم الذاتي فهو تأكيد لمبدأ الديمقراطية لذلك إن إعداد الخطة وتنفيذها ينبع من القواعد الشعبية في المجتماعات المحلية.
التخطيط على المستوى الإقليمي
يشمل هذا النوع من التخطيط مستوى جغرافي أكبر من المجتمع المحلي فيمكن أن يمس التخطيط الإقليمي عدة مجتمعات محلية، ويكون بينها قاسم مشترك يتمثل في البعد الجغرافي كخاصية أساسية ثم التشابه في طبيعة الأنشطة الإقتصادية بين تلك المجتمعات، وكما ذكرنا سابقا فإن كل دولة ينقسم مجالها الجغرافي إلى عدة أقاليم حتى يسهل عليها عملية تنميته وتطوير كل المناطق، إذا كان التخطيط الوطني الشامل يتضمن التنمية الإقتصادية والإجتماعية للمجتمع ككل فإن الوطن يتكون من أقاليم متعددة ومتباينة، من حيث كمية ونوعية الموارد البشرية والمادية المتاحة لكل إقليم، ولكي تتحقق التنمية في أقاليم الوطن وذلك بتحقيق أعلى معدل لتنمية الوطنية، لذلك كان من الازم إتباع أسلوب التخطيط الإقليمي الذي يهدف إلى تحقيق التنمية الوطنية عن طريق تنمية أقاليم الوطن.
ويسعى التخطيط الإقليمي إلى تحقيق جملة من الأهداف التي تلبي حاجيات المجتمعات المحلية داخل هذا الإقليم كما يكون لدولة دور بارز في عملية التنمية المتوازنة بين الأقاليم كما يهدف أيضا إلى تنمية إقليم معين أو منطقة معينة داخل الإقليم، ويتبع التخطيط الإقليمي في هذه الحالة بغرض تحقيق قدر من التوازن النسبي في النمو بين مختلف أقاليم الدولة ويعتبر التخطيط الإقليمي صورة من الصور اللامركزية في التخطيط على مستوى الجغرافي، ويجب أن تعد هذه الخطة في ظل خطة وطنية شاملة بهدف إيجاد توازن في معدلات التنمية لمختلف مناطق الوطن ويكون هذا النوع من التخطيط أكثر فعالية في تنمية المناطق النائية داخل المجتمع، حيث يوفر الموارد الازمة لعملية النهوض بمختلف المناطق داخل الإقليم ويعد أحد الآليات التي تسهم في عملية التوزيع العادل للموارد داخل الدولة كما يعتبر أداة لامركزية تستخدمها الحكومات في معرفة مختلف حاجات السكان وتوفيرها ويساعد هذا النوع من التخطيط على مواجهة إحتياجات أفراد المجتمع الضرورية وإستغلال الإمكانيات الإقليمية لصالح المجتمعات المحلية التي تتكون منها، كما يلعب دور هاما بالنسبة لمشروعات الخدمات التي تتكرر في الغالب حسب حاجة كل إقليم، وتولي أجهزة التخطيط الإقليمي مسؤولية إعدادا الدراسات والبحوث الأزمة لتقدير معدلات التنمية الإقتصادية بطريقة موضوعية لرسم خطة واقعية عن إحتياجات كل إقليم
في الجزائر تم تقسيم المجال الجغرافي إلى عدة أقاليم بحسب المحددات المناخية والجغرافية لكل إقليم، ويضم كل إقليم مجموعة من الولايات التي تمثل بدورها مجموعة من البلديات وعلى أساس هذا التقسيم يتم توزيع الموارد الإقتصادية خاصة في مجال البنية التحتية، كطرق و الموانئ والسكك الحديدية والسدود وغيرها، حيث تسعى الدولة إلى تنمية كل إقليم بحسب الوظيفة الإقتصادية المنوطة به ويعد البرنامج الإقتصادي الذي خصصته الدولة لدعم منطقة الهضاب العليا مثالا على ذلك، حيث إستفادة منه الكثير من الولايات في مجال التنمية الإقتصادية والإجتماعية.
3 التخطيط على المستوى الوطني
يعتبر هذا التخطيط أشمل من التخطيط المحلي والإقليمي ، بل أن هذين الأخيرين يأخذان من التوجهات الكبرى للخطط الوطنية التي تصادق عليها الحكومات، مر هذا النوع من التخطيط من الناحية التاريخية بمرحلتين ففي السابق وخاصة الدول التي تبنة النهج الإشترا كي كانت الخطط الوطنية تحدد مجال الإستثمار الإقتصادي ومجال التنمية الإجتماعية وتوجه الموارد لخدمة ذلك أما في المرحلة الثانية والراهنة فلم تعد الدول تعنى بالشق الإقتصادي أو التدخل المباشر للدولة بالعملية الإنتاجية، لاكنها تسعى عن طريق التخطيط لتوفير المناخ الذي يسمح بإنعاش الإستثمارات الإقتصادية كما أن الدولة في مجال الخدمات لا يزال يقع عليها العبء الأكبر في مجال الصحة والتربية والتعليم العالي، ويغطي هذا النوع من التخطيط جميع مناطق وأقاليم الدولة وتسعى الخطة الوطنية إلى تحقيق أغراض التنمية في مختلف القطاعات فضلا عن رفع مستوى المعيشة للمواطن في إطار نظام متكامل من الأهداف، وبما يحقق التكامل بين مختلف القطاعات، ويهتم هذا النوع من التخطيط بالإجماليات أي ما يتعلق بمعدل النمو العام ومقدار الإستثمار الوطني والقوى العاملة وهذا النوع من التخطيط يحتاج إلى متطلبات وبيانات على المستوى الوطني.
ويحتاج إلى العديد من الدراسات الميدانية لتعرف على مختلف حاجات السكان، كما يمكننا الوقوف على الموارد الطبيعية التي تسخر بها مختلف الأقاليم، ويأتي التخطيط من خلال تحديده للإحتياجات والموارد الازمة، وطبيعة الموارد اللازمة لعملية التنمية، ويتطلب التخطيط الوطني نوعا من المركزية أي إيجاد هيئات تخطيطية تتولى وضع الخطط المختلفة للمجتمع ككل، وإصدار تشريعات وقرارات التي تتضمن أفضل استخدام لموارد المجتمع المتاحة من أجل تحقيق الأهداف العامة والتي يمكن تجزئتها إلى أهداف فرعية توزع على قطاعات مختلفة.
في الجزائر أخذت الدولة بالتخطيط الشامل في السبعينات مع المشروع التنموي الإشتراكي، لاكن لم يعد التخطيط اليوم يشمل الأبعاد الإقتصادية الإنتاجية، وإنما يقتصر فقط على خلق مناخ إستثماري لتشجيع القطاع الخاص على الإستثمار في مختلف المجالات ومن جهة أخرى لايزال التخطيط يحمل الصفة الشمولية في مجال البنية التحتية كإنجاز بعض الطرق الولائية والوطنية كالطريق السيار شرق غرب الذي خصصت له الدولة ميزانية هامة لتنفيذه.
ويهدف التخطيط الوطني إلى رسم الأهداف التي يسعى المجتمع لتحقيقها في المستقبل القريب والبعيد
وتسهيل عملية التنفيذ في المستويات الإقليمية والمحلية، القصد من إتباع نظرة شاملة هو إزالة التناقض بين الأهداف المتعددة للتنمية، وتجنب حدوث التضارب بين مفعول السياسات المختلفة، وضمان عدم قيام حالات التأزم او إختناق في سياق عملية تنفيذ الخطة، ولعملية تلاقي هذه المشكلات ويلزم إجراع عملية تنسيق مستمرة تقوم بها جهة واحدة ذات نظرة واسعة تشمل جميع عناصر الإقتصاد الوطني، ويكون التنسيق أجدى وأشد مفعول إذا جاء مسبقا ضمن تخطيط شامل.
قائمة المراجع
1- إسماعيل قيرة: علم الإجتماع الحضري ونظرياته منشورات جامعة قسنطينة 2004
2- سامية فهمي وآخرون: طريقة الخدمة الإجتماعية في التخطيط الإجتماعي المكتب الحديث الإسكندرية 1985
3- سميرة كامل محمد: التخطيط الإجتماعي مدخل إلى القرن الواحد والعشرون المكتب الجامعي الحديث الإسكندرية 1998
4- فائق جمعة المنديل سياسات التخطيط العمراني ودورها في التنمية المستدامة والشاملة المجتمعات العربية المؤتمر الإقليمي المبادرات والإبداع في المدينة العربية، الأردن عمان 2008
5- البشير التجاني: التحضر والتهيئة العمرانية في الجزائر ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر
6- علي الحوات: التخطيط الحضري الجماهيرية للنشر طرابلس 1990
7- هاشم عبود الموسوي، حيدر صلاح يعقوب: التخطيط والتصميم الحضري دار ومكتبة الحاد للنشر والتوزيع ط1 2006
قائمة البحوث:
1- التخطيط الحضري مفهومه خصائصه أنواعه
2- أدوات التهيئة والتعمير في الجزائر
3- المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير (PDAU)
4- مخطط شغل الأراضي (POS)
5- المخطط الوطني للتهيئة والتعمير (SNAT) المخطط الجهوي للتهيئة والتعمير (SRAT)
6- المقاييس المختلفة لحساب شغل المسكن ومعدل شغل الغرفة ومعد النمو.