المحاضرة الأولى
أولا: مفهوم النقد الإعلامي
- تعريف النقد لغة
- النقد هو التمييز بين الأشياء، نقول نقدت الدراهم أي ميزت الجيد منها والمزيف، والنقد هو المناقشة.
- كما استخدم الناس كلمة النقد صارفيين معناها إلى نقد أخلاق الآخرين وعاداتهم.
- ورد في القاموس « la rousse »: النقد هو فن الحكم على عمـل فني أو أدبي.
-اصطلاحا:
- النقد التلفزيوني: هو خطاب يتضمن جملة من الملفوظات التي تنتج أحكاما تقديرية للمنتجات التلفزيونية في سياقات بثها وتلقيها.
- النقد الإذاعي والتلفزيوني: هو عبارة عن تقسيم الرسالة الإعلامية المبثوثة عبر الوسائل السمعية والبصرية وتحليل خلفية وكشف أهدافها للمتلقي ووضع ميزان يتم على أساسه قياس ما إذا حقق القائمون على الاتصال في هذه الوسائل أهدافهم المرسومة أم لا.
فالناقد الحديث يعتمد أساسا على التحليل المنهجي للأعمال الدرامية، ولا يميل إلى المدح والذم، بل يضع العمل الدرامي تحت رؤية تحليلية ويقوم بفحصها بعيدا عن الحماس أو التعصب أو التحيز.
- الطريقة الاستكشافية: وهي تلك التقنيات التي تمكن الناقد من إدراك القيم الجمالية للبرامج الإذاعية أو الدراما التلفزيونية.
- الطريقة الوصفية: تعتمد هذه الطريقة على الوصف والتحليل لمحتويات العمل الفني أي ووصف الشخصيات، الديكور، الملابس ومختلف التكوينات التي يضمنها العمل الفني لذلك يعتبر هذا النوع من النقد من أسهل طرق النقد.
ثانــيا: أسباب تأخر ظهور النقد التلفزيوني:
من المفارقة أن تبقى وسيلة اتصال جماهيرية كالتلفزيون بتلك السعة وذلك العمق من التأثير دون حركة نقدية موازية، بينما يشهد الإبداع الأدبي مثلا حركة متجددة باستمرار حتى ليمكن رصد التأثير بينهما وتفاعلهما باتجاه الإثراء المتبادل وحتى ليمكن اليوم الإشارة إلى تخصص في نقد الشعر أو في نقد الرواية وهكذا.
وهي مفارقة أن تحظى السينما وأن يحظى المسرح بنقد متواصل ولا يحظى التلفزيون بأكثر من مقالات متباعدة مع أن الإنتاج التلفزيوني والبث التلفزيوني يتفوق على الأدب غزارة وانتشارا وعلى السينما والمسرح جمهـــورا وتأثيرا.
ومبعث تلك المشكلة، يرتبط بظروف أو خصوصية مشاهدة التلفزيون، فان تلك المشاهدة أصبحت بالنسبة لأغلب المشاهدين عادة لا فكاك منها، خاصة أولئك الذين لا يجدون عنها بديلا، أي أنها صارت، وهي كذلك دائما، تختلف جذريا عن قراءة الكتاب ومتابعة الأدب، وتختلف عن مشاهدة المسرح أو السينما.
ففي القراءة والذهاب إلى المسرح والسينما، قرار مسبق بالتوجه إلى كل منها، وكثيرا ما يقوم ذلك القرار على مؤشرات نقدية سبق نشرها أو سماعها مما وفر فرصة للاختيار أمام القارئ أو المشاهد يستطيع استنادا إليها أن يختار المادة التي يقرأها أو يشاهدها وربما أن يحكم عليها بتأثير ما قرأه أو سمعه عنها مسبقا مما يوفر للمشاهد بالتالي إمكانية للاحتفاظ بمسافة بينه وبين تلك المواد، وقد يقرر العودة إليها بعد اطلاعه عليها إعجابا أو فحصا ناهيك عن أنه حر من تأثيرها طالما لم يطلع عليها.
أما في التلفزيون فالأمر مختلف كليا، فهذا ضيف يومي، وكل يوم يأتيك بجديد، ولذا فأنت بحاجة للنقاش في هذا السيل من المعلومات والمواد التوجيهية والحكايات والألحان والصور والأصوات، أما إن كان الجمهور، وهو الأغلب ممن يتلقى العرض ويمضي ويعود لاستقبال ما تأتي به شاشة الغد فان الحديث فيما شاهده يصبح ضرورة لا تقل أهمية عن ضرورة العرض نفسه.
وهناك حقيقة تاريخية ما تزال تفعل فعلها، وهي رسوخ الإبداع الأدبي وخطاب الكلمات في التراث الإنساني عكس التلفزيون الحديث نسبيا حتى مقارنة مع السينما والمسرح، فقد ظهر النقد السينمائي بسنوات طويلة قبل النقد التلفزيوني.
إن المادة التلفزيونية نفسها ما تزال في تحول وتطور مستمرين دون قواعد راسخة، وعليه فمن الطبيعي أن يفتقر النقد التلفزيوني نفسه لقواعد محددة وتلك إحدى صعوبات الناقد التلفزيوني.
ولعل أهم أسباب تأخر ظهور النقد التلفزيوني هي ما يلي:
أ- النظرة المتعالية للنقاد تجاه التلفزيون التي كانت تسود بعض الأوساط الثقافية والفكرية في العديد من مناطق العالم.
ب- اعتبار ما يبثه التلفزيون سطحي وتافه، ويتميز بالتكرار وإعادة إنتاج الصور النمطية.
ثالثــا: دعائم النقد التلفزيوني:
أ- الموضوعية: تتمثل في فحص ما يبثه على ضوء المعايير المهنية والجمالية التي رسختها الممارسة التلفزيونية.
ب-البعد الذاتي: المرتبط بالذوق والمتعة والتي تجعل تقدير الناقد مختلفا من منتج تلفزيوني إلى أخر.