المحاضرة الثانية
رابعا: مفاهيم ذات صلة:
- التربية الإعلامية:
التربية الإعلامية تمكن الفرد من الوصول إلى فهم وسائل الإعلام التي تستخدم في مجتمعاتهم، والطريقة التي تعمل بها هذه الوسائل، ومن ثم تمكنهم من اكتساب المهارات في استخدام وسائل الإعلام.
- الوعي الإعلامي:
عمليات من المعرفة والتفكير والإدراك تتيح للمتلقي القدرة على فهم الممارسة الإعلامية فهما صحيحا، والإحاطة بخلفيات الرسالة الإعلامية وأهدافها ومن ثم يتخذ موقف صحيح إزائها.
خامسا: وظائف النقد التلفزيوني:
يقوم النقاد بدور رئيسي في مراقبة الأعمال التي تعرض في وسائل الإعلام المختلفة، ولهم تأثير كبير على مستقبل الرسائل الإعلامية التي تبثها تلك الوسائل، فالناقد له تأثير كبير على من يشترون الكتب، ويشاهدون الأفلام ويتعرضون لبرامج الراديو والتلفزيون، وذلك من خلال تأييده لهذه المواد أو من خلال الهجوم عليها والتقليل من شأنها.
ويكمن تأثير النقاد الأهم من خلال قيادة الذوق العام، والتأثير على المبدعين الجادين في وسائل الإعلام والتأثير على ممارسات صناعة الإعلام.
فالوظيفة الأساسية للناقد هي المساعدة على خلق أو تكوين الجماهير العظيمة، فالنقاد يخلقون في الجمهور طلب المنتج الأفضل ويقلل النقاد من تسامح هذا الجمهور تجاه الرسائل التافهة والتسلية المبتذلة.
والمبدعين والمسئولين عن تلك الرسائل يحرصون على متابعة الأعمال النقدية بانتظام، فالنقاد يقدمون رجع الصدى المدروس الذي يشكل أهمية كبيرة للقائمين بالاتصال ويساعدهم على تقرير ما ينبغي أن يقوموا به من أعمال، وما ينبغي أن يتجنبوه، كذلك فإن الناقد يحفز المبدع على بذل المزيد من الجهد للوصول للكمال المنشود.
ويمكن تلخيص أهم وظائف النقد في ما يلي:
- توسيع سبل التفاعل بين الجمهور المتلقي والمادة التلفزيونية، فالنقد التلفزيوني بهذا المعنى يعيد الإنتاج أو العرض الذي يتناوله إلى مائدة النقاش متيحا له فرصة إضافية للتأثير بطريقة أخرى لاسيما إذا نجح في تشخيص مفاتيح العمل الذي تناوله أو جوهر مكوناته وأبعاده، أو قد يحد من بعض تأثيراته إذا كان النقد يتقاطع معها، وفي هذا خدمة للتلفزيون بتوسيع وتعميق عملية التلقي وللجمهور بفتح نوافذ أوسع لتلقي المادة المعروضة والاستفادة منها والاستمتاع بها أو محاورتها.
- المثابرة على متابعة أكثر ما يُستطاع من المادة التلفزيونية لأن المتابعة النقدية المستمرة لها تحفز على البحث المستمر في سبل فعالة لتطوير الإنتاج وشحذ عوامل الابتكار فيه كلما كان النقد عميقا رحب الآفاق، وتساعد على تجاوز نقاط الضعف في الإنتاج شكلا أو مضمونا، وبقدر ما تتعدد زوايا الرؤية وتشمل أكثر المواد المعروضة يصبح ذلك التجاوز سمة كل المواد المنتجة.
- الاحتفاء بالأعمال المتميزة بما يوازي ما تستحقه لتأكيد جملة مفاهيم ثقافية وفنية، فهي فرصة النقد ووسيلته مثلا لـتأكيد العلاقة الحميمة بين جماليات الفن وتقدم الفكر.
- زيادة خبرة النقد نفسه بالنظر لما تقدمه هذه الأعمال من ابتكارات أو إضافات توجب على النقد أن يضيفها إلى معاييره ومفردات منهجه في التعامل مع المواد المعروضة.
- يسعى النقد لتطويق ما قد يكون لبعض الأعمال من آثار سلبية على ذوق المتلقي أو على ما نريده له من روح ايجابية متفتحة على آفاق المسؤولية الاجتماعية، وهنا قد يتقاطع النقد والجمهور، فليس خافيا أن قطاعات عريضة من الجمهور كونتها عوامل شتى بما فيها من تقاليد ومفاهيم خاطئة وربما متخلفة تتعلق بالفن ورسالته ومعايير الحكم عليه، وبالترفيه أو التسلية.
ليس للنقد التلفزيوني أن يقبل أو يبرر إنتاج أعمال عادية حتى لو تذرع منتجوها باتساع جمهور تلك الأعمال، لأنه يرى أن مهام التلفزيون الأساسية تغيير أذواق الجمهور نحو الأرقى وبناء صلته عضويا مع الأعمال الفنية المتقدمة وتلك دائما طريق تعاونه مع النقد وتفاعلهما لانجاز تلك المهمة بمختلف الأشكال ووسائل التعبير البرامجية.
- يتيح للمتلقي إمكانية تقييم المضامين الإعلامية.
- الحفاظ على الهوية الذاتية والثقافية والخصوصيات الحضارية.
- مواجهة الوعي الزائف التي تتضمنه الرسائل الإعلامية.
- المساهمة في تطوير مهارات التفكير النقدي لدى المتلقي.
سادسـا: خطوات النقد التلفزيوني
أي أن عملية الوصف تتضمن تناول جميع أجزاء العمل، المتعلقة أساسا بالناحية الشكلية، في تقرير ما إذا كان الموضوع والشكل الفني متطابقين.
ويعتمد التحليل على الوصف للوصول إلى تحديد المعاني الظاهرة التي تتعلق بالقيم الفنية، والمقومات الخارجية للعمل، وكذا تحديد المعاني الضمنية داخل العمل الفني.
ويمكن أن يستعين الناقد بالثقافة التي يمتلكها في إطار المجتمع الذي ينتمي إليه، أو بالأثر الضمني لسيرة الفنان على الأعمال الفنية التي أنتجها في عملية التفسير، إن سعة المادة التلفزيونية وتنوع صلاتها بالمجتمع تربويا و ترفيهيا وإعلاميا تستدعي أن يتوفر الناقد التلفزيوني على ثقافة تمكنه من التعامل مع كل تلك الأبعاد وكشف جوانب التأثير فيها وسبل زيادة فعاليتها بالاستناد إلى حرفيات الإنتاج التلفزيوني التي لا بد أن تكون من أساسيات ثقافة الناقد.
فبتلك الموازنة يمكن تقديم رؤية نقدية متوازنة لا تعني بجانب على حساب الآخر إذ إن اللغة الفنية ليست إلا وسيلة لتقديم مضمون، فكما إن تقدمها الفني أمر مطلوب، لا بد لنا أن نوازيه بتقدم مضمونها،وبتلك الرؤية يستطيع الناقد أن :
- يحسن اختيار زاوية التناول.
- يكتشف مفتاح العمل وأبعاده.
-يبلور منهجا يميزه.
3- التقـييم: وهو تأكيد قيمة العمل الفني، من خلال جوانبه الفنية إضافة إلى جوانبه السلبية التي تعتبر أساسا للرقي بالعمل من خلال إضاءة جوانب الضعف في العمل أملا في تحسينها مستقبلا.
ويمكن تلخيص الخطوات بهذا الشكل : الانفعال مع الرسالة أولا يأتي بعدها الفهم والمعرفة والإدراك ثانيا، ثم في المحصلة الأخيرة السلوك في شكل تبني أو رفض أو إهمال.