المحاضرة الثالثة:
اللسانيات العربية التطور
لم تعرف الدراسات اللسانية العربية المبكرة مصلح اللسانيات إلا في أواسط الستينات.
وقد توزعت صور النشاط اللساني العربي بين كتابات قدمت النموذج اللساني الغربي وعرفت القارئ العربي به، وأخرى اهتمت بمستوى من مستويات اللغة العربية، وثالثة ناقدة للفكر النحوي العربي القديم.
وعموما فقد توزعت الجهود اللسانية العربية الحديثة ضمن مذهبين اثنين، هما:
*"مذهب القراءة المجردة القائم على فرض مقولات الفكر اللساني الغربي على الفكر اللغوي العربي التراثي، من أجل تقييمه من وجهة نظر التصورات الفعالة.
* مذهب يحاول إعادة قراءة التراث اللغوي العربي والبحث عن أصوله، والقول بأوليته وأصالته.
غير أن أغلب الدراسات تجمع على أن الكتابات اللسانية العربية الحديثة التي تبنت اتجاه وسطيا "لسانيات توفيقية"- يعمد إلى المزج بين المقولات النظرية الغربية الحديثة ومقولات الدرس التراثي العربي، من خلال تطعيم القديم بالجديد وعدم المغالاة في ذلك- هي التي من شأنها تقديم الجديد، والمضي بالبحث اللساني العربي نحو العالمية.
ورغم الوقوف على هذه الصور من التأليف إلا أن التصنيف يبقى منهجيا شكليا، بسبب مجموعة من العوائق أهمها:
*"استحالة القيام بتصنيف شامل لانعدام استقراء تام لكل الأدبيات اللسانية العربية الحديثة.
*عدم استقرار الكتابات اللسانية العربية على خط نظري واحد."
وقد وضع مصطفى غلفان تصنيفا للكتابات العربية اللسانية، محددا معايير لتصنيفها تتمثل في الغاية منها، وموضوعها، والمنهج المتبع فيها.
ويمكن النظر إلى تصنيفه من خلال الجدول أدناه:
الكتابة |
الموضوع |
الغاية |
المنهج |
-كتابة تمهيدية
-لسانيات التراث
-لسانيات عربية |
-النظريات اللسانية: أعلامها، قضاياها، مباحثها... -التراث اللغوي العربي
-ظواهر من اللغة العربية |
- تقديم المعرفة اللسانية
-مقارنة التراث بالفكر الحديث - وصف اللغة العربية |
- تعليمي
- القراءة وإعادة القراءة.
-لساني حديث (وصفي، تاريخي، تقابلي...) |