تكوين المؤسسة وتطورها أ. بلقيدوم 21-22
(تك م تط)

الهدف: تهدف هذه المحاضرة إلى تسليط الضوء على ظهور المؤسسة بصفة عامة تحولاتها وتطورها عبر العصور .

-     عناصر المحاضرة

أولا- ظهور المؤسسة (1500-1800)

ثانيا- تحولات المؤسسة(1800-1945)

ثالثا: تطورات المؤسسة(ما بعد 1945)

المحاضرة الأولى

تكوين المؤسسة وتطورها

إن المؤسسة لم توجد في البداية بالشكل الحالي, وإنما مرت بعدة مراحل:

أولا- ظهور المؤسسة (1500-1800)

    لقد كان اهتمام الفرد في البداية هو تلبية احتياجاته الأساسية من خلال العملية الإنتاجية التي عرفت أشكال عديدة, ارتبطت بالوسائل والإمكانيات المتوفرة بكل حقبة زمنية, كما سنرى:

  ا- أسلوب الإنتاج الزراعي: لقد كان النشاط الزراعي والفلاحي وتربية المواشي هو الوسيلة الأساسية للإنسان البدائي لتوفير احتياجاته , وقد اعتمد في ذلك على أدوات بسيطة كما اعتمد على المقايضة للحصول على حاجاته التي لاستطيع إنتاجها, أو الأدوات التي تساعده على الإنتاج , وهذا ما كان سببا في ظهور مجموعات أخرى تمتهن حرف معينة لتعمل على توفير هذه الوسائل ,ليظهر أسلوب إنتاج جديد.

ب- أسلوب الإنتاج الحرفي: نتيجة لازدياد عدد السكان تشكلت التجمعات الحضرية والمدن مما أدى إلى ازدياد الطلب على المنتوجات الحرفية من ملابس وأدوات ولوازم إنتاج مختلفة: وظهور عمال بدون عمل, أو بأعمال  مستقلة بمنازلهم , وهذا ما كان سببا في تكوين محلات أو ورشات يتجمع فيها أصحاب الحرف المتشابهة تحت إشراف أكبرهم سنا. وقد تميزت هذه الورشات بالتنظيم الدقيق في عدد المعلمين , الصناع والمتتلمذين وهم يمثلون التدرج في الأقدمية من المعلم إلى الصانع, و المتتلمذين و كذلك في الأجور و مع مرور الوقت إن عملية التدرج هذه أصبحت تستغرق وقت طويل, حتى أصبح تجميد الصانع أو المتتلمذ في مرتبه أحيانا طول حياته,هذا قد أدت عدة أسباب إلى زوال هذا النظام منها خروج الصناع عن الانضباط الجماعي للمعلمين, و تحول بعض التجمعات الحرفية إلى تجمعات تجارية بعد ثراء الملمين فيها كذلك اتساع لسوق و ارتفاع الطلي على المنتجات, ليظهر النظام الحرفي المنزلي, حيث أدت ظهور طبقة التجار الرأسماليين إلى استعمالهم لعدة طرق من أجل الحصول على المنتوجات و بيعها كالتعامل مع الوحدات الحرفية, و كذا الاتصال بالأسر في المنازل و تموينهم بالمواد لإنتاج سلع معينة, ومع مرور الوقت أصبح التاجر ذا نفوذ على الحرفين إذ استعمل في ذلك إغراء الحرفين بالدفع النقدي الفوري و أصبح يفرض عليهم شروطه مثل مضافة الإنتاج و تحديد المواصفات والكميات و مواعيد التسليم ومع هذا فان زيادة ضغوط السوق و تسارع وتيرة التغير في كل المجالات دفعت التجار إلى التفكير في أسلوب إنتاج جديد و هو :

أسلوب الإنتاج اليدوي :لقد كان لتطور الأذواق و المستوى الحضاري و ارتفاع عدد السكان و الاكتشافات الجغرافية دورا في تراكم الثروة أدت إلى ثراء طبقة التجار الرأسماليين الذين تمكنوا من جمع أعداد من الحرفين تحت سقف واحد يسمى المشغل أو المعمل "manufacture" أي المصانع في شكلها الأولي, التي يشتغل فيها العمال بأدوات بدائية تخضع إلى تنظيم يختلف عن تنظيم الوحدات الحرفية, إذ أصبح صاحب المحل هو الأمر والناهي والعامل عليه تنفيذ برنامجه فقط وهذه المنشات تأخذ شكلين:

-          منشات تجمع عدد من الحرفيين الذين كانو يشتغلون بنفس الحرفة من قبل ويقومون بجزء معين من مجموع مراحل إنتاج السلعة.

-          منشات تضم مجموعة من الحرفيين لهم حرف مختلفة من اجل تحقيق منتوج معين . وتميزت هذه المنشات بوقوع اضطرابات فيها بين العمال وأصحاب رؤوس الأموال.

ثانيا- تحولات المؤسسة(1800-1945)

   بعد أن توفرت الأسباب من اكتشافات علمية موجهة نحو الإنتاج الصناعي, واتساع السوق ظهرت المؤسسات الآلية الأولى التي كانت فيها وسائل الإنتاج آلية بعد أن كانت يدوية وهذا كان للثورة الصناعية الأولى ( المعتمدة على الفحم ) التي سمحت بظهور الصناعات الكبرى كفترة انتقال فعلي من المشغل إلى المصنع, والإنتاج بالات ضخمة وعديدة, الوضع الذي جعل العامل يشتغل على الآلة وفق وتيرة معينة وتنظيم محدد, وبذلك فقد حريته ليظهر ما يسمى بالطبقة العاملة , وتحول الإنتاج من يدوي إلى صناعي وهكذا توالت التغيرات ممهدة للثورة الصناعية الثانية ( المعتمدة على الكهرباء, البترول, الكيمياء  ) التي ساهمت بنمو الكثير من الصناعات كصناعة السيارات, البلاستيك, وبروز الكثير من المؤسسات الصناعية الكبرى وبفضل الثورة الصناعية الثالثة ( المعتمدة على الطاقة الذرية والشمسية ) دخلت المؤسسة مرحلة جديدة هي:

ثالثا: تطورات المؤسسة(ما بعد 1945):تميزت هذه المرحلة بالتطورات العلمية الهائلة خاصة في مجال الإعلام الآلي، الإلكترونيك،الاتصال،و الفضاء، وهو ماساهم في نقلة النوعية للمؤسسات و الاقتصاديات لتظهر مؤسسات عملاقة أخذت أشكال مختلفة مثل: التكتلات الكارتل التروست الهولدينغ و كذا الشركات متعددة الجنسيات ليصبح الحديث الآن عن المؤسسات الافتراضية و الرقمية